بقلم : نايف المطوع
عندما آنتقلت من مدرسة الى أخرى في الصف الخامس ، واجهت أول صدمة ثقافية في حياتي . لم تسمح لي المدرسة الجديدة بقضاء وقت الفرصة بين الحصص في المكتبة. اضطررت في الواقع الى القيام ببعض الأمور التي فضلت أن أقرأ عنها . كانت الرياضة أكثر إثارة بالنسبة لي عندما أقرأ عن الآخرين وهم يمارسونها . وهكذا في سن العاشرة ، أُلقيتُ طعاما للأسود ، واضطررت للدفاع عن نفسي في ملاعب كرة القدم . في نهاية المطاف، وجدت نفسي كحارس مرمى . وبحلول العام التالي ، كان لدي بطل جديد أقتدي به ، لم يأتي من القصصِ المصوَّرة . كانَ أعظمْ لاعب كرة قدم في الكويت ، وكان حقيقياً مثل الحقيقة المتمثلة في صعوبة تنفسي يوميا والشمس الحارقة . مثل معظم الأبطال الخارقين من مايتي ماوس الى بيتر باركر، كان له أيضا إسماً موزوناً . كان سمير سعيد حارس مرماي الخارق . وحتى رقمه كان . موزونا ، ۲۲
لم يكن مهمَّا أن كان أطولَ منِّي بمرَّتين ، وكنتُ على الأرجح ضِعْف وزنهِ ، أَصبَحَ مَثَلي الأعلى . تابعتُ مبارياتِهِ بشغف . حتى أنني آعتمدت رقمه في كل ما فعلت . وإن شرائي قميص حارس مرمى جديد عليه الرقم ۲۲ أو قفازات جديدة عرّف مفهوم الإثارة بالنسبة لي لعدة سنوات . عندما اعتزلَ كرة القدم ، وأصبح رجلَ أعمالٍ ، وفَتَحَ سلسلة من المحلات ، أصبحت فضولياً بالنسبة لموضوع إدارة مؤسَّسة خاصة بي . بعد سنواتٍ ، في لقاء تمَّ بالصدفة ، كنت قادرا على أن أحدِّثه عن الدَّور الذي لَعبَه في حياتي فقط بمجرَّد وجودِه . أنا متأكِّد من أن العديد من الناس حدَّثوه بنفسِ الموضوع كثيراً . لسوء الحظ ، لن يتكرّر ذلك بعد الآن .
قَضيْتُ الأيام القليلة الماضية مع تقريباً ۲٦۰ شخص مشابه لسمير سعيد في منتدى القيادات العالمية الشابة في بويرتو فالارتا المكسيك . وكان مستوى المواهب في هذه المجموعة مُلهِمَاً. على غرار المنتدى الاقتصادي العالمي، كانت الأحاديث الجانبية ، والإجتماعات خلال وجبة الإفطار، والدروس، وردود الفعل كانت لا تُقَدَّر بثمن . هنا، في مكان واحد، كان أكثر من ۲۰۰ مثل أعلى و قدوة ، ليس فقط للأطفال ، ولكن للكبار أيضاً . جميعهم قدوة لي . مجرد الإستماع إلى رحلة حياة كل منهم كانت مثل سماع الملحمة الشخصية ل ۲۰۰ من الأبطال الخارقين ، ولكل منها دروس وعبر قوية تستحق الوقوف عليها . شعرت كأنني طفل من جديد ، مستمعاً إلى قصص تدور حول أبطال خارقين . كان الأمر كأنني في مكتبة متكلمة حيث تقفز الأحرف من الصفحات الى ذواتنا .
ولكن في اليوم الذي آنتهى فيه الإجتماع ، تم إيقاظي على حقيقة محزنة متمثلة بالموت . بينما كنت أتحدث وأتعلم مع أعضاء القيادات العالمية الشابة والذين هم الآن القدوة والنماذج المثلى في حياتي ، علمت أن قدوتي ونموذجي الأعلى خلال طفولتي صدمته سيارة وقتلته في سن ال ٤۸ . يا له من يوم حزين .
مات مثلي الأعلى . عاشت مُثلي العليا